فكرة الانتحار..
يمنات
عبد الكريم الرازحي
في اول يوم امتحان الثانوية العامة وانا في الفصل بمدرسة جمال عبد الناصر وفي تلك اللحظة التي تسلمت فيها ورقة الاسئلة خطرت لي فكرة الانتحار.
كان المراقب هو الاستاذ عبد المجيد الزنداني اخذت ورقة الاسئلة وقمت من فوق المقعد وسلمتها له مع اوراق الاجابة وهي بيضاء فاضية حتى من اسمي.
بعدئذ عدت الى القسم الداخلي (دار البشائر ) واخذت رواية (الجريمة والعقاب ) لديستويفسكي، ثم ذهبت الى المسجد الملحق بمدرسة (جمال جميل )وبقيت هناك ادور في المسجد وفكرة الانتحار تدور في راسي وفي الظهر حضر الاستاذ عبد المجيد الزنداني كان قد ذهب يبحث عني في القسم الداخلي بدار البشائر وعندما لم يجدني حضر الى مدرسة جمال جميل ودخل المسجد ووجدني هناك وامامي رواية (الجريمة والعقاب) وراح يوبخني ويصرخ فيّ قائلا بان ديستوفسكي هو السبب وهو المجرم.
كان قد بلغني خبر موت امي قبل موعد الامتحانات باسابيع ومن حينها وجدتني مشتتا مضطرب النفس شارد الذهن وكنت انام في اليوم ساعة اوساعتين وفي الاسبوع الاخير اسبوع ماقبل الامتحانات بقيت خمس ايام بدون نوم كان الاستاذ عبد المجيد الزنداني نازل على ديستويفسكي يدينه ويتهمه ويلقي بالمسئولية عليه لكنه فيما بعد عندما قلت له باني بلانوم اعطاني بضعة اقراص منومة وعدت الى غرفتي في دار البشائر تناولت قرصا منوما ونمت ليلتها نوما عميقا وفي الصباح قمت من النوم وعقلي اصفى من السماء بعد المطر وكنت في غاية النشاط وذاكرتي نشطة حتى اني كنت اتذكر شرح المدرس واجيب على الاسئلة وهكذا في كل المواد اما في مادة الدين فقد تكرم الاستاذ عبد المجيد الزنداني واعطاني علامة نجاح.
طبعا هذه الحكاية ذكرتها مرارا امام اصدقاء لكني لم اكتبها وهاأنا اكتبها اليوم فلربما الهمت صديقي الذي اتصل بي الليلة ليبلغني انه قرر الانتحار.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.